الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

حَيَّ عَلى البُكاء .،‏

روي أن دُعبل الخزاعي دخل في إحدى أيام عشرة محرم على
الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام فطلب منه أن يرثي
الحسين فرثاه بهذه الأبيات :
أفـــاطــم لــو خـلـت الـحـسـيـن مـجدلا وقــد مــات عـطـشـــانــاً بـشـط فــرات
إذاً لـلـطــمـــت الـــخــد فـاطــم عـــنده وأجـــريـــت دمـــع العين في الوجنات
الى نهايتها ، فأجهش الإمام بالبكاء ومن كان معه في المجلس من
أصحابه وأهل بيته .
.
هل تَرى تِلك القَطرات التي تَنزل من السَماء
بين الفينة والأخرى هي ليست بقطرات المطر التي نَعتاد عليها في الشِّتاء ،
فأنا أَكَاد أجْزم بأنها دموع ، لا والله بَل أجْزم بِكُل ما أمْلك من قِوايَ العقليه
بأن تلك القطرات هي دُموع السماء التي تُعزي بها العقيلة زينب ،
ها هي الملائكة تجزع لمصابكَ يا حسين و السماء تبكي والأرض تنعى أهلها ،
حتى أنبياء الله كان لهم فيضٌ بالبكاء ، كُلٌّ في هذه الدنيا له مراسيم العزاء التي يتبعُها ،
فالبِحار تَصيح والمخلوقات تنوح ، ومالِ ابن آدم تحجرت محاجِرُه ، قاسٍ قلبُهْ ،
هَجرته المشاعر بعد أن قام بخيانته المعتاده لها في حبه لشهوات الدنيا واتباع مفاتنها.
.
لمَ نبكي !؟
أبِكُل وَعْيك تَسأل لمَ نَبكي !؟
أما ترى عابساً يصرخ "حبُّ الحسين أجنني" ،
أما ترى علياً يغدر به مسير الخيل ليقوده إلى التقطيع إرباً إربا !؟ ،
أما ترى قاسماً يُطبر في ليلة عرسه ؟! ،
أما ترى زينُ العابدين مُقيد بسلاسِل المرض !؟
، آه آه ، أحقا لا ترى !؟
أما ترى حسيناً مُرماً على البداء تَطحنه حوافر الأعوجيه ؟! ،
أما ترى عباساً تُسْلب يمينه وتُسرق شِماله !؟ ،
أما ترى زينَبُ تُضرب !؟ ، أما ترى اليتامى يلوذوا بالفرار من لهيب النيران !؟
أما ترى الزهراء تنوع على لفقد حبيبها !؟ أما زلت لا ترى !؟
.
"ولأبكين عليك بدل الدموع دماً" ، تلك هي كلمات سيدي ومولاي صاحب الزمان ،
فما للبكاء من قيمة أمام تلك الكلمات ، ولو أننا نحاول أن نُعطي
على أقل التقادير ما نملك من دموع ولنبكي على الحسين ،
فلبنكي على كربلاء ،فإن الصادق عليه السلام يقول :
((من ذُكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر)) ،
و قال الإمام الرضا عليه السلام لريّان بن شبيب في حديث طويل:
((يا ابن شبيب إن كنت باكيا لشيء فابك للحسين بن علي بن أبي طالب فإنه ذبح كما ذبح الكبش.. ))
.
.
حَيَّ عَلى البُكاء .،!

ليست هناك تعليقات: