الخميس، 12 أبريل 2012

أَمْطَرَتْ

يا تُرى كم هو عدد حبات المطر المتهاطلة مع أي رحلة تخوضها السُحب حول المدن المتناثره؟!
لن يخطر ببالك أبداً، فهو عدد بعد النهايات.،
ألا ترى أنَّ كُلَّ حبه مطر يحملها ملاكاً لينزلها بالقبر المحفور لها خصيصاً،
واحده على جناح نحله وأخرى بفم الزهره، وواحده على جبين عجوز تسرح بين
تجاعيد وجهها لينتهي بها المطاف بكنزة الصوف التي تحتمي بها،
 أرى قبوراً بين شفتي ذلك الطفل الواقف تحت حبات المطر مغمضاً عينيه
رافعاً رأسه ملأت وجهه الكُروي ابتسامه عفيفه مُهلِلةً مستقبلة الشهداء الكرام.
.
رُحماكَ ربي،.
.
ها هي السماء باكيه لتجعل للناس خيراً متواصلاً وترى البعض مُتذمراً حتى على خير السماء!،
 عجيبه هذه الدُنيا، شمَس هاربه وقمر متخفي وسماءٌ ناحبه وترى جميع الأزهار
متبسمه والشجار راقصه والبحار مُهلهله، تراها كُلها موافقه على جعل المناظر جميله،
ألا ترى أنَّ حتى المخلوقات يومٌ لها ويومٌ عليها، أما نحن فَلعّانٌ للمطر أو جزارٌ للشجر،
 أو حتى سبابٌ للبشر، ولا نقبل أن نكون بدولاب الحياة الذي يجعل منك مرّه في الأعلى ومرّه في الأسفل.
.
أتمنى ويتمنى الكثيرون أن نتفق في هذه الدنيا على شيء واحد،
 لكنا نختلف حتى بجمالها فهل ينتفق على ابعاد سوئها!؟

الأربعاء، 4 أبريل 2012

"اليأسُ حرام، والأمل واجب"

يُقال أنّ الزائد عن الحد المعقول هو تماما كالناقص عنه،
 مُعادلة بسيطة تُطبّق على الكثير من أمور حياتنا،
 فإن جلست على مائدة الطعام وأغمضت عين المعقول لتأكل
 بمقدار مايأكل ثلاثة أشخاص فستحصل على شيئين،
 الأول شَبع زائد والثاني آلام في مَعِدتُك،
 وإن لم تأكل إلا بمقدار البُلبل صغير فستحصل أيضاً على شيئن،
 الأول جوع ثائر والثاني أيضاً آلام في مَعِدتُك، في كلا الحالتين ستحصل على الألم.

يُحكى أنّ فقد الأمل يَسلب منك حق الحياة،
وأحكي أن الحصول على الأمل أيضاً يقودك
إلى نفس النتيجة بسلب حقَّ حياتك، غريب هو الأمر أليس كذلك!؟
 انتبه ياصديقي في مقدار آمالك، فكما أخبرتك بأن الزائد عن الحد هو دوماً كالناقص عنه، كذلك هو الأمل فوضعك لآمالك يجب أن يكون بحدود المعقول، فإن كان زائد عن الحد قد يدخلك في سُبات عميق وأحلام ورديه لا تَحقيقَ لها تسلبُ منك الكثير، أما نُقصانه قد يقودك إلى حالة اليأس من الحياة ومن رحمة الله تعالى.

سيد هادي المدرسي يقول: "علّق أحلامك على الشمس، لتُطل عليك مع إشراقتها كل صباح، واعلم أن من الخطأ التنازل عن الأحلام تحت مطارق المشاكل".
 لِتحقيق كُل ما تمتلك من أحلام فأنت بحاجة إلى شيئين: سعيٌ وأمل.
لَستُ هُنا بصدد أن أجعل الأمل بصورة بشعه لا بل عكس ذلك بالتمام،
 فالأمل جوهرة رقيقة يجب أن تتعامل معها باحتراف، ورفرف بآمالك كما
 يرفرف الطير في صدر السماء، لكن كُن دوماً على حذر من الصيادين،
 فأحدهم دوماً على عجلَ أن يقوم بكسر جناحيك لاصطيادك،
أو إلهائك بجمال التحليق إلى أن تصل إلى الفضاء المظلم.
.
.
.
مع الأمل حياتُك أجمل، لكن دوماً بتعقُّل.،