الخميس، 1 ديسمبر 2011

حَيَّ عَلى هَلَعْ الجِنونْ !

يُقال بأن الجزع على فقد قريب أو حبيب مَكروه في الروايات المنقوله ، لكن هناك استثناءاً واحد لمصاب سيد الشُهداء الإمام الحسين عليه السلام فإن الجَزعْ بل الهَلعْ جَائز ، وفي روايه تُنقل عن الإمام زين العابدين عليه السلام يقول فيها : " ...حتى كادت نَفسي تَخرج فتبيّـنت ذلك مني عمتي زينب فقالت لي: مالي أراك تجود بِنَفسِك ، فقلت: كيف لا أجزع وأهلع ...".
.
عند أرباب اللغة " الهَلَعْ " هو أعلى مراحل الجَزَعْ ، هل تعلم ماهو أعلى مراحل الهَلع ؟ أترى في اللطم على الصدور والوجوه هلعاً ؟ أم في شق الجيوب وخمش الخدود ؟ هل تعتقد بأن ضرب هاماتنا بالسيوف لإعطاء أغلى مانملك في أجسادنا قرباناً للحسين هلعا ؟! لا والله بل هو أول مراحل الجزع ، وكم هو قليلٌ ذلك ، كل ما يعطيه جميع البشر في جميع أنحاء العالم ماهو الا قليل القليل في حقِكَ يا أباعبدالله .،

هُم مَن بذلوا مُهَجَهُم ، هم مَن ترَكوا أهلَهُم ، هم من ضحوا بحياتهم ، ها هو الجنون يستلهم من عابس بن شبيب عليه السلام حَقَّ الجنون ، ها هو الفَخرُ يتربى على يد حبيب بن مظاهر عليه السلام هيبةَ الفِخار ، ها هو العِشق يَهيم في زُهير بن القين وبُرير بن خضير هيام العاشقين ، ها هي التوبه تولد بين يدي الحر بن يزيد الرياحي كمولودٍ مَجيد ، ها هو شوذب مولى شاكر يستعبد الجهاد ، ها هي الشجاعة تنجلي لجون العبد الصالح بصوره تنبهر لها الأعاجيب .
.
هم أول من جَمع بين الهَلع والجُنون ليصلوا إلى هَلَعْ الجنون ! فلنتعلم منهم ولنستلهم عجيب أفعالهم ، فها هو الحسين يخطب فيهم فيقول "اما بعد فإني لا اعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي ، ولا أهل بيت ابر ولا أوصل من أهل بيتي ، فجزاكم الله عني جميعا خيرا ألا وإني أظن يومنا من هؤلاء الأعداء غدا ، ألا وإني قد رأيت لكم ، فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم مني ذمام . فكان ردهم : " لم نفعل لنبقى بعدك لا أرانا الله ذلك أبدا "
.
إلى أن أتى يوم العاشر من المحرم لترى أجسادهم الطاهره تحتضن الأرض الحارقه ، فكفى بكم أصحاباً للحسين ، وعدتم ووفيتم بوعودكم يا خير الأصحاب .،

ليست هناك تعليقات: