الجمعة، 19 أغسطس 2011

وداعاً أيها الأمير .،




كُنت و مازلت و سأظل باحثاً و بلهفه عن تلك الحروف التي

يمكنني من خلالها أن أصفُ ما لايوصف بِكَ يا مولاي ،

فَبِكَ وحدكْ حارت الحروف و بُعثرت الكلمات اعجاباً و انبهاراً بك

فأنت خليل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله و حليل الزهراء عليها السلام
وأباً كريماً للمجتبى الزكي والشهيد الرضي وقلباً حنوناً لأم المصائب زينب سلام الله عليها .
.
هي ليلة تَظْلَمُّ بها السماء ، تندثر بها الجبال ، تبكي بها البحار ،

"هي هي والله الليله التي وعدنيها حبيبي رسول الله"

تلكَ هي الكلمات التي ينطقُ بها علياً في هذه الليله الحزينه ،

ففي هذه الليله ينزل جبرائيل قائلاً "تهدمت والله أركان الهدئ .. "

حقاً يُهدم ركن الاسلام الأعظم و تُطبر بها هامة أذلت الكفار

و رفعة رأس الاسلام ، فهو حبيب الرسول وابن عمه

و هو القرآن الناطق و قالع باب خيبر و شاطر مرحب

الذي كان يُهيب من لا يَهاب ، وهو من رُدت له الشمس

وهو المجتبى في الشجاعة، والمعمم بالبراعة، والمدرع بالقناعة، والعالي في الشيم،

والموصوف بالكرم ، والثابت الاساس، والبطل الدعاس، والآخذ بالقصاص،

والمضيق للانفاس غصن أبي طالب الرطيب، وبطله المهيب،

والسهم المصيب والقسم والنجيب خليفة محمد صلى الله عليه وآله الذى نصر به في زمانه،

وعز به سلطانه، وعظم به شأنه ، قاتل العمرين وآسر العمرين ،

هو كنز الملهوف وهو الموصوف بالمعروف ، هو المنعوت في كل كتاب،

والطود والاسباب ، هو النبأ العظيم والصراط المستقيم،

هو على مواخى رسول الله صلى الله عليه وآله

وزوج إبنته ووارث علمه وعيبة حكمته والخليفة من بعده .
.
عندما حان الوقت لخروج الامام عليه السلام من بيته الى المسجد

كُل من كان حول حاول ايقافه لأن لا يسير الى من خبأه سيفه تحت ردائه الدنيء ،

الاوز حاولت منعه والباب حاول أن لا يُفتح حتى أن للحزام الذي كان حول

خصره الشريف موقف لمنعه فانحل ليؤخره خروجه من البيت

حينها انسردت كلماته العظيمه : من فمه الشريف اشدد حيازيمك للموت .. فان الموت لاقيكا ولاتـجـزع من الموت .. اذا حل بواديكا فـان الدرع والبيضة .. يوم الروع تكفيكا كما اضحكك الدهر .. كذاك الدهر يبكيكا

.
وداعاً يا أمير المؤمنين ، وداعاً يا سيد المسلمين ،
وداعاً يا إمام المتقين ، وداعاً يا قائد الغُرِّ المُحَجَّلِين ،

وداعاً يا سيد الأوصياء ، وداعاً يا سيد العرب ،

وداعاً أيها المرتضى ، وداعاً يا يَعْسُوب الدين ،

وداعاً يا حيدر ، وداعاً أيها الأَنزع البَطين ، وداعاً يا أَسدُ الله ، .

.

أعتذر منك يا مولاي ،

فاني مقصر في حقك وهذا قليل القليل في حقك العظيم .،