الاثنين، 18 مارس 2013

اجعل عينك بعينك


عند شعورك بالمرض هُناك من يُدعى بطبيب يُمكنك اللجوء إليه لتزويدك بالدواء كي تُعالج بعد إذن الله، وعند شعورك بأنك مسحور فيُمكنك اللجوء لأقرب مشعوذ كي يضعك بـ "طشت" وينثر عليك بعض الأقاويل الخرافية فتعتقد أنك عولجت بفضل تلك الأقاويل، وعند شعورك بأن أحداً قد شاركك الجسد فيبدو أن من شاركك من أحبائنا الجن يُمكنك اللجوء لأقرب صاحب لحيه طويله وعصى من الخيزران ليبدأ بضربك إلى أن يتحول جلدك إلى جلد تمساح بحجة أن يخرج ذلك الشريك، كُل ما ذكرته لمجرّد الوصول إلى نقطة معينه، فبنهاية الأمر هُناك طريق لعلاجك من ما أصابك بلجوئك إلى أحدهم، سواء أكان الذي ذكرته حقيقه أو  مجرد خيال.
-
سأطلب منك أيها القارئ أن تحرك معي مخيلتك الكرتونيه، فلو فرضنا أن الإنسان يحتوي على أشخاص صغار يتحكمون بكل عضو من أعضائك، شخصٌ للقلب وآخر للرئتان و واحد للعين و و..إلخ، وكما أن للجسد أعضاء كذلك للروح أعضاء، فالغضب والحسد والحقد والتنافس والرغبه والثقه بالنفس هي أعضاء للروح، وكما أن استخدام أعضاء الجسد بصوره خاطئه يضرها كذلك إن استخدام أعضاء الروح بصورة خاطئه يضرها، سأترك لكم تخيل أشكال كل شخص منهم وسأتحدث بدوري عن شخص واحد، هو أحد أعضاء الروح، وأحد أهم وأشرس مُقاتليها، أعتقد بأنه الحاكم على مُعظمها، ولهو النصيب الأكبر من الآذان المُنصته عند حديثه، هو يُدعى "الثقه بالنفس".
-
(خوفٌ، وقلقٌ، وخجلٌ، وتهويلٌ للأمور، وفشلٌ في بعض المواقف، وخللٌ في التربيه)، بعضها أمراض وبعضها سحر، والآخر مُشارك لذلك الشخص (الثقه بالنفس)، أسباب عُرفت بأنها الخصم الأول له، والأقوى منه في كثير من الأمور، كيف، ومتى، وبأي طريقها يُمكنها الوصول إليه، لا أعلم شخصياً فكُل منا له طريقته الخاصه في جذبها نحوه، لكني أعلم أمراً واحداً وكُلي ثقة به، لا وصفة طبية ولا تعويذة سحرية ولا حتى عصى ذوي اللحيه، هي الطريقه لعلاج أو مُحاربة هذه الخصوم، إنما هو أنت وحدك القادر على إقصائها من حياة شخصك، بمجرد إمتلاكك تلك نظرة، نعم بمجرد تلك النظرة لنفسك بأنك انسان "غير عادي"، قادر على فعل أي شيء، ستجعلك تفعل أي شيء.
-
كلمة الامام علي -عليه السلام- :"إذا خفت من شيء فقع فيه"،
وحدها تكفي لأن توصلك للمطلوب من هذا المقال.
-
تويته:
قف أمام المرآة واجعل عينيك بعينيك، واسأل نفسك "هل أستطيع؟!"
ستشعر بالجنون أولا، ثم ستجد ابتسامة الانتصار قد رُسمت على شفتيك، حينها اعلم أنك تستطيع.
من كتاب #معادلات_الحياة

الخميس، 14 مارس 2013

على جدار الصداقة .. أحكي

 
في إحدى المعاجم اللغوية في شرح معنى الصداقة وجدت أن للصداقه معاني كثيرة سرق انتباهي معنيين، الأول يقول أن معنى الصداقة هو "محبّة الصِّدق"، وفي معناً آخر كان في أن الصداقة "علاقة الإخلاص بين المتقاربين"، لا أعتقد أن أحداً يستطيع أن يختلف مع هاذين المعنيين، فمن منا لا يُحب الصدق، فالصدق لا يقتصر على مجرد قول أو فعل، الصدق مزيج بين الإثنين على المدى البعيد، الصدق في المشاعر والأحاسيس، الصدق في إخبارك عندما تُخطئ، الصدق في نهيك عن الخطأ، الصدق في وقوفك مع الصديق عند احتياجك، الصدق حتى في عفويتُنا، الصدق أساس صمام أمان أي صداقة.
.
.
أما ما كان في المعنى الثاني فهو أوضح من أن يُشرح، قد تكون كلماتي مُعاده، أو قد سمعتموها أو قرأتوها من قبل في مكان ما،إذاً ما المميز فيما أكتب، ولما أكتب عن الصداقة أصلاً، في حين أن أحد أول وأبسط المقالات التي كتبتها كانت عن الصداقة.
لا أعتقد أن للحديث عن الصداقة نهاية، فلكل فرد منا له الحق في الحديث عن الصداقة وتجربته الخاصه فيها، أحمد ربي ليل نهار فقد رزقني الرب الرحيم بأصدقاء لا مثيل لهم على وجه الأرض -بالنسبة لي طبعاً-، لكني أود الحديث عن أحدهم، ليس قصوراً بالآخرين وجميعهم أصحاب فضل عليي من دون استثناء، من أبعدني الزمان عنه و من أبعد نفسه عن زماني، فمن هُنا أبعث لهم كلمة "شكراً لكم" كأبسط وأقل تعبير يُمكن أن يُقال"، لكني مره أخرى أحببت أن أخص الحديث عن أحدهم، أحدهم الذي وجدت فيه "محبّة الصدق" و "علاقة الإخلاص بين المتقاربين" فهو نسيب الروح، كما قالها أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام :"الصديق نسيب الروح، والأخ نسيب الجسد"،
أحكي عن إنسان ولد في اليوم السادس من الشهر الأول لعام 1986، يحمل اسم إمام الحرية الإمام الحسين عليه السلام، المتفائل المبدع ذو القلب الكبير المخلص، العنيد،
ولن أقول العصبي لأنها صفة قديمه نوعا ما، نعم أنه حسين مكي المتروك، همممم فعَلتها مره أخرى تلك الكلمات، هربت مني في الوقت الذي أكون في أمس الحاجة إليها، يبدو أنها خجلت عند ذكر اسمك، أعتقد لأني عودتها على أن أختصرها بكلمة واحدة في العادة، لكني سأحاول هذه المرة قدر المستطاع.
.
لا أحكي هنا عن حسين الكاتب الذي غرس فيّ حُب الكتابة، ولا عن حسين المصمم الفوتوغرافي الذي تعلمت منه الكثير في هذا المجال إلا أني لم أصمد فيه طويلا، ولا عن حسين المبدع في العمل الشبابي التطوعي الذي جعل مني شخصاً آخر، أحكي هُنا عن حسين الصديق، عن حسين الأخ، عن حسين العضيد، عن حسين الحبيب، الذي لطالما كان بجانبي، عند الدمعة والبسمة، عند الصرخة والضحكة، عند نزولي وصعودي، الذي دوماً ما كان يأخذ بيدي للأفضل.
لن أخوض التفاصيل هُنا لأنها ستأخذ مني الكثير من الوقت وقد أجعلك يا من تقرأ تَصل لحالة الجنون، فـ حسين علمني الجنون بالجنون، وجعل من صمتي قصة، ومن صبري قصة، ومن حُبي قصة ومن هذه وتلك والتي تليها ومن التي إختبأت...و و و،
وجمعها في حسن عبدالحميد الذي أمامكم، أعلم أن كلماتي لا تفي لشُكرك،
وأعلم أني كنت مقصر في بعضها، لكني أعلم أنك تقبلها من حسن
.
لن أختم كلماتي لأنها لن تُختم إلا في يوم المحشر ونحن نصرخ معاً "لبيك ياحُسين"
.
فشُكراً لك أيها الحبيب على ماعشناه، وما نعيشه، وماسنعيشه