الثلاثاء، 5 فبراير 2013

ثلاثة عيون

يحكي لنا عُلماء النفس عن ثلاث مراحل فنية يحتاجها الإنسان لإدراك أي لوحة فنيّة،
الأولى تأتي مع أول نظرة وهي إدراك الكل بشكل عام من غير التفاصيل،
 تليها النظرة الثانية مع إقترابك أكثر لللوحة لإدراك التفاصيل المخفية بين سطور تلك اللوحة،
 والثالثه والأخيره هي بعد إبقائك مسافة مناسبة لرؤية اللوحة كاملة وهي إدراك الكُل بالتفاصيل.
.
.
أعجبتني جداً هذه الثلاث مراحل،
 فنحن غالباً ما يكون تقييمنا لأي لوحة فنية تقييم سطحي بالإعجاب أو بعدمه بعد النظرة الأولى،
 وهي باعتقادي النظرة التي تكون فيها المشاعر هي الحاكم الأول،
 تماماً بل طبقاً لنظرتنا الأولى لأي مشكلة قد نواجهها في يوم ما،
 فغالباً ما تتحول المشاعر فيها هي السبيل في اتخاذ القرار.
.
.
أعتقد بأن الصورة أصبحت واضحه أمامكم،
فأنا لم أذكر لكم الثلاث مراحل إلا لكي يُباغت أذهانكم السؤال الذي يدور في مخيلتكم حالياً،
"هل من الممكن تطبيق هذه المراحل الثلاث على مشاكلنا؟".
بالتأكيد يمكن يا أصدقائي، فأي مشكلة بالوجود كُلّه تنطبق عليها الثلاث مراحل السابقة،
الأولى نظرة المشاعر وهي بالتحديد نظرة القلب لتلك المشكلة وهي إدراك الكُل من دون تفاصيل،
تليها بعد التريّث قليلا نظرة العقل، وهي الإقتراب من تفاصيل المشكلة وأسبابها لإدراكها،
حينها يمكننا أن نبتعد قليلاً لإدراك الكل بالتفاصيل، وهو تماماً جمع المشاعر والتعقّل لإتخاذ القرار السليم في حل تلك المُشكلة.
.
.
خُلاصة كلامي .. أنت بحاجة لثلاثة عيون، لم لا وقد يكون ذلك هو الصواب،
فالترّيث لمعرفة أصل أي مشكلة هو بداية حلها.
.
.
دُمتُم بخير :)