الجمعة، 18 سبتمبر 2015

طعمُ الفلّين




        حلو؟ مُر؟ حامض؟ لا واحدة من تلك، طعمٌ أشبه بطعم العطش، طعمُ الفمِ بدون أكلٍ ولا شرب لمدة 48 ساعة، ذلك بالضبط كان طعم الحياة بدون كتابه!

        الشعور بمذاق السّكوت بعينه، عدم المقدرة على التعبير وإخفاء المشاعر بأنواعها، إذا أردتم أن تعلموا سبب الانقطاع .. للأمانة، غير معلوم بالنسبة لي، فلو كان السبب هو الوقت، سوف أعتبر نفسي مذنباً بلا نقاش، أكان مجرّد خمول؟ لا لا غير مقنع نهائياً، ولو كان السبب هو عدم وجود الإلهام، لكُنت كاذباً لا محالة، فالإلهام أبداً لا يفنى، فمن يُريد الحصول على الإلهام، لأخذه من البحر، وجوه الأشخاص أو كلماتهم، ضحكة طفله، أو دمعة يتيم، لأخذته حتى من النملة، قد لا يكون السبب هو المهم، المهم أني لا أستمر في العدوِ وراء ذلك السبب المجهول.

        أحياناً البحث عن السبب لا يكون إلا مضيعةً للوقت، صحيح أن البحث عن سبب المشكلة وحلها مهم لعدم الوقوع بها مرّة أخرى، لكن أحياناً التجاهل والمضي قدماً هو الحل الأنسب، خصوصاً إذا كان البحث يشبه البحث عن مصدر الظلام، فالظلام لا مصدر له، بل هو ناتجٌ عن انعدام النور!

        نحتاج فقط أن نجد سبباً لنكتب، لا لأن نجد السبب لعدم مقدرتتا على الكتابة، وكوننا نكتب لنحيا، أعتقد بأنه سبب وافي لذلك.


        *شكراً على وجودك في هذة الحياة يا مُلهم.

    الأحد، 22 سبتمبر 2013

    حاول مرّه أخرى

     



    من عالم الحيوان نبدأ، وعن بداية مولود أنثى الزرافة الجديد نحكي، وتسهيلاً للوصف القادم سنُطلق على هذا المولود اسم "حمأ" -نسبةً لعنوان هذا المقال-.

     يبدأ صغيرنا "حمأ" محاولاته الأولى بالوقوف بعد فترة بسيطة من خروجه من رحم أمه إلى هذه الدنيا، يُصاحب تلك المحاولات صعوبة كبيرة، فهو كما نعلم لا يختلف عن غيره، له جسم مملوء من الوسط ويخرج من مقدمة جسمه رقبة بدايتها مملوءة وتبدأ بالتقلص كلما امتدت للأعلى لتنتهي بانحناء رأسه للأمام ، له سيقان صلبه طويلة خاليه من اللحم، كما لو أنها مجرّد عظام لُفّت بجلّاد أصفر تنتهي بحوافر شبه دائريّة، يبدأ "حمأ" المحاول بالوقوف دون كلَلْ مرات عديدة بصورة مضحكه، فهو يبدأ بمحاولة رفع وسطه المملوء بسيقانه الضعيفة فيترنح كما لو أنه بنهاية سكرة مبتدأ في ذلك العالم، حتى يستطيع الوقوف للمرة الأولى وكِلتا قدميه ترتجفان بصورة مُضحكه تكمل سابقتها من الصور، بينما هو بتلك الأرجل المرتجفة تأتي أم "حمأ" لتضربه ليسقط!، فيُعاود صديقنا الصغير "حمأ" المحاولة مره أخرى إلى أن يستطيع الوقوف مره أخرى لكن هذه المرة بثبات أكثر، فتضربه أمه ليقع مره أخرى!، ويستمر صديقنا بالمحاولة وتستمر الأم بضربه ليقع حتى يصل لمرحلة يتعلم بها أن يُضرب دون أن يقع.

    مع تغيير بسيط في القصّة السابقة باستبدال "حمأ" بكَ و أم "حمأ" بالعواقب التي تبدأ بضربنا فور بدأ محاولاتنا في بداية المحاولة فيما نسعى لنصل إليه بنجاح، حاول قليلاً التأمل بـ"حمأ"، وحاول التعلّم من إصراره على الوقوف -إصرارك لتحقيق هدفك-، ولتأخذ تلك العقبات التي نمر بها بحُسن نيّتها كما كانت نيّة الأم بتعليم مولودها الوقوف والتعرّض للضرب دون السقوط، بغض النظر عن تلك العقبات أكانت كارثة طبيعيّة أو كارثة نفسيّة أصابت أحدهم فأراد إخراجها عليك، لنكن كالمولود بعد ضربته الأولى، صحيح أنه سقط لكنه لم يستسلم و لم يغيّر هدفه ولم يلتفت لمن ضربه وحاول مجدداًً فنهض ليحاول مرة أخرى، ثم سقط، فحاول مع ثبات أكثر، حتى تعلم أن يُضرب وهو واقف دون أن يتأثّر بتلك الضربة.

    كُن كمولود الزرافة في إصراره، كُن كـ"حمأ" في عزمه، كُن كصديقنا في تعلمه، ولتكن تلك الضربات التي تتعرض لها هي من تقوي قوامك و لتستمد منها ثبات نجاحك.

    الأحد، 21 يوليو 2013

    حِكايَة عاشِق


    بعد منتصف الليل كان يتسلل للباحة الخلفية من المنزل، اختار تلك الباحة لانعزالها وللاختلاء بنور القمر، يفرش تلك السجادة الحمراء، ويبدأ حكاية عاشق.

     

    دع العاشق مع معشوقه، قد نعود إليه لاحقاً، ودعنا قليلاً نتحدث عن ثلاث كلمات يجب معرفتها جيداً لمعرفة أنفسنا، (عبد، عبودية، ومعبود) فالعبد هو الإنسان المتعلق بمولاه، وإرادته تابعه لإرادته، ولا يطلب شيئاً إلا تبعاً لطلب سيده، أما العبودية فهي إظهار منتهى الخضوع للمعبود والتسليم له والطاعة من قبل العبد، لا أود الدخول بالكثير من التفاصيل في ذلك لكني أود الحديث عن إظهار تلك العبودية ولو بالشيء البسيط، فبنهاية الأمر لا فرق بيننا عند الله إلا بتقوانا، إلا بمقدار ما أظهرناه من عبوديتنا.

     

    كثيراً ما نغوص ببحر كبرياءنا وننسى لمَ خُلقنا، من أين أتينا إلى ما سنرجع، وكثيراً ما نخرج من حالة العبودية التي خُلقنا لأجلها، (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا ليعبدون ) وننشغل بالمعاصي التي دائماً ما نؤجل توبتنا فيها، فما حُكي عن الإمام زين العابدين عليه السلام يمثل لنا خير مثال في تلك القصة التي تتحدث عن الشاب والثلاث جنائز التي مرت عليه فخاف أن يدركه الموت وبدأ بالتفكير بالتوبة إلى الله ورد كل ديونه والاعتذار لمن أخطأ في حقهم وبعد مرور تلك الجنائز سرعان ما يعود إلى بطشه ومعاصيه فيقول عليه السلام بما معناه: مثل هذا الشاب كمثل الغزال، يهرب بأقصى سرعته ويستخدم كل قواه عند مرور الأسد، وبعد ذهابه يرجع لنفس مكانه ليعلف من نفس المنطقة التي كان بها  بخطر، وكأن شيئاً لم يحدث، وباستخدام نفس منهج ذلك الحيوان بالاهتمام ببطنه مع تغافله عن مروره بالخطر في نفس المكان، يعود الشاب لما كان عليه.

    "نُراع إذا الجنائزُ قابَلَتنا ونلهو حينَ تمضي ذاهباتِ

    كرَوعة ثلّةٍ لمغار سبعٍ   فلمّا غاب عادت راتعات"*

     

    هُنا دعوة، هُنا كلمات أرى بها اقتداءً بمولاتي الحوراء زينب روحي فداها رُغم مرضها، هُنا الرسول الأكرم وهو يحدث الإمام علي عليه السلام فيقول له: "يا علي، عليك بصلاة الليل إذا أردت خير الدنيا والآخرة" ، هُنا العبودية والخضوع للرب العظيم، هُنا سرقة دور ذلك العاشق والهيام في عشقه، كل ما أحببت به هنا أن أجعل من ذلك العاشق الذي بداخلك أن يستيقظ، كُن حكاية عاشق، كن مِن مَن يسجلون بسجل المتهجدين في صلاة الليل، فصلاة إحدى عشر ركعة، فإن لم تستطع فصلاة ركعتي الشفع و ركعة الوتر، فإن لم تستطع فصلاة ركعة الوتر، فإن لم تستطع فتوضأ ونم على طهارة.

     

    نهاية الحديث.
     
     
    ..........................................

    *الإمام زين العابدين عليه السلام

    الثلاثاء، 16 يوليو 2013

    كُن سعيداً


    لا أعلم يا أصدقائي مدى صحّة هذه القصة، لكنها أعجبتني سواء أكانت حقيقية أو مجرّد خيال، "يُحكى أن مجموعة مساجين كانوا رُغم وجودهم خلف القضبان إلا أنهم كانوا يعيشون حالة الفرح الدائم، كانوا يقيمون احتفالا في كل يوم، وكان الجميع من دون استثناء يشارك بذلك الاحتفال، والمناسبة كانت غروب شمس يوم جديد من المدة الواجب عليهم قضاؤها في السجن."


    ألا يبدو ذلك غريبا بعض الشيء، فهم وراء القضبان محبوسين ومحرومين من الحرية، لهم ثلاث وجبات بأوقات محددة، و مجبورين على الاستئذان لقضاء حاجتهم، ألا ينقصنا شيء هنا؟ فالأمر يبدوا غريبا بعض الشيء، الآية مقلوبة، كيف يمكنهم إقامة احتفالات يومية توحي لنا أنهم بحالة سعادة دائمة؟ كل هذه التساؤلات بسبب أمر واحد فقط، أن الكثير مِن مَن يمتلكون أضعاف ما يملك هؤلاء المساجين من مقومات السعادة بنظر غالبية الناس، كالحرية والأموال والمناصب والمكانة الاجتماعية العالية، إلا أنهم أتعس من يمشي على الأرض، تُرسم على وجوههم البسمات الكاذبة، وكلما زادت ضحكاتهم العالية زادت حرارة دمعاتهم في دواخلهم، فـ "السعادة لا تهبط عليك من السماء .. بل أنت من يزرعها في الأرض"*


    وكما قيل أن " السعادة هي أن تتعود على الرضا بما أنت فيه."* هذا تماماً ما فعله المساجين في أول حديثنا، فهم رضوا بما هم فيه، وكانوا يتعاملون مع مشكلتهم بواقعيه في عالم من الخيال، لا عيش الخيالات بعالم الواقع، نحن كذلك، يمكننا زرع سعادتنا بالقرب منا، فالأراضي الصالحة للزراعة قريبه جداً منا، لكنا نحن من ننشغل بالنظر للبعيد بينما ما نرجوه هو القريب.


    "كُن قنوعاً بما عندك، تكن سعيداً به."*


    *سيد هادي المدرسي

    الاثنين، 18 مارس 2013

    اجعل عينك بعينك


    عند شعورك بالمرض هُناك من يُدعى بطبيب يُمكنك اللجوء إليه لتزويدك بالدواء كي تُعالج بعد إذن الله، وعند شعورك بأنك مسحور فيُمكنك اللجوء لأقرب مشعوذ كي يضعك بـ "طشت" وينثر عليك بعض الأقاويل الخرافية فتعتقد أنك عولجت بفضل تلك الأقاويل، وعند شعورك بأن أحداً قد شاركك الجسد فيبدو أن من شاركك من أحبائنا الجن يُمكنك اللجوء لأقرب صاحب لحيه طويله وعصى من الخيزران ليبدأ بضربك إلى أن يتحول جلدك إلى جلد تمساح بحجة أن يخرج ذلك الشريك، كُل ما ذكرته لمجرّد الوصول إلى نقطة معينه، فبنهاية الأمر هُناك طريق لعلاجك من ما أصابك بلجوئك إلى أحدهم، سواء أكان الذي ذكرته حقيقه أو  مجرد خيال.
    -
    سأطلب منك أيها القارئ أن تحرك معي مخيلتك الكرتونيه، فلو فرضنا أن الإنسان يحتوي على أشخاص صغار يتحكمون بكل عضو من أعضائك، شخصٌ للقلب وآخر للرئتان و واحد للعين و و..إلخ، وكما أن للجسد أعضاء كذلك للروح أعضاء، فالغضب والحسد والحقد والتنافس والرغبه والثقه بالنفس هي أعضاء للروح، وكما أن استخدام أعضاء الجسد بصوره خاطئه يضرها كذلك إن استخدام أعضاء الروح بصورة خاطئه يضرها، سأترك لكم تخيل أشكال كل شخص منهم وسأتحدث بدوري عن شخص واحد، هو أحد أعضاء الروح، وأحد أهم وأشرس مُقاتليها، أعتقد بأنه الحاكم على مُعظمها، ولهو النصيب الأكبر من الآذان المُنصته عند حديثه، هو يُدعى "الثقه بالنفس".
    -
    (خوفٌ، وقلقٌ، وخجلٌ، وتهويلٌ للأمور، وفشلٌ في بعض المواقف، وخللٌ في التربيه)، بعضها أمراض وبعضها سحر، والآخر مُشارك لذلك الشخص (الثقه بالنفس)، أسباب عُرفت بأنها الخصم الأول له، والأقوى منه في كثير من الأمور، كيف، ومتى، وبأي طريقها يُمكنها الوصول إليه، لا أعلم شخصياً فكُل منا له طريقته الخاصه في جذبها نحوه، لكني أعلم أمراً واحداً وكُلي ثقة به، لا وصفة طبية ولا تعويذة سحرية ولا حتى عصى ذوي اللحيه، هي الطريقه لعلاج أو مُحاربة هذه الخصوم، إنما هو أنت وحدك القادر على إقصائها من حياة شخصك، بمجرد إمتلاكك تلك نظرة، نعم بمجرد تلك النظرة لنفسك بأنك انسان "غير عادي"، قادر على فعل أي شيء، ستجعلك تفعل أي شيء.
    -
    كلمة الامام علي -عليه السلام- :"إذا خفت من شيء فقع فيه"،
    وحدها تكفي لأن توصلك للمطلوب من هذا المقال.
    -
    تويته:
    قف أمام المرآة واجعل عينيك بعينيك، واسأل نفسك "هل أستطيع؟!"
    ستشعر بالجنون أولا، ثم ستجد ابتسامة الانتصار قد رُسمت على شفتيك، حينها اعلم أنك تستطيع.
    من كتاب #معادلات_الحياة

    الخميس، 14 مارس 2013

    على جدار الصداقة .. أحكي

     
    في إحدى المعاجم اللغوية في شرح معنى الصداقة وجدت أن للصداقه معاني كثيرة سرق انتباهي معنيين، الأول يقول أن معنى الصداقة هو "محبّة الصِّدق"، وفي معناً آخر كان في أن الصداقة "علاقة الإخلاص بين المتقاربين"، لا أعتقد أن أحداً يستطيع أن يختلف مع هاذين المعنيين، فمن منا لا يُحب الصدق، فالصدق لا يقتصر على مجرد قول أو فعل، الصدق مزيج بين الإثنين على المدى البعيد، الصدق في المشاعر والأحاسيس، الصدق في إخبارك عندما تُخطئ، الصدق في نهيك عن الخطأ، الصدق في وقوفك مع الصديق عند احتياجك، الصدق حتى في عفويتُنا، الصدق أساس صمام أمان أي صداقة.
    .
    .
    أما ما كان في المعنى الثاني فهو أوضح من أن يُشرح، قد تكون كلماتي مُعاده، أو قد سمعتموها أو قرأتوها من قبل في مكان ما،إذاً ما المميز فيما أكتب، ولما أكتب عن الصداقة أصلاً، في حين أن أحد أول وأبسط المقالات التي كتبتها كانت عن الصداقة.
    لا أعتقد أن للحديث عن الصداقة نهاية، فلكل فرد منا له الحق في الحديث عن الصداقة وتجربته الخاصه فيها، أحمد ربي ليل نهار فقد رزقني الرب الرحيم بأصدقاء لا مثيل لهم على وجه الأرض -بالنسبة لي طبعاً-، لكني أود الحديث عن أحدهم، ليس قصوراً بالآخرين وجميعهم أصحاب فضل عليي من دون استثناء، من أبعدني الزمان عنه و من أبعد نفسه عن زماني، فمن هُنا أبعث لهم كلمة "شكراً لكم" كأبسط وأقل تعبير يُمكن أن يُقال"، لكني مره أخرى أحببت أن أخص الحديث عن أحدهم، أحدهم الذي وجدت فيه "محبّة الصدق" و "علاقة الإخلاص بين المتقاربين" فهو نسيب الروح، كما قالها أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام :"الصديق نسيب الروح، والأخ نسيب الجسد"،
    أحكي عن إنسان ولد في اليوم السادس من الشهر الأول لعام 1986، يحمل اسم إمام الحرية الإمام الحسين عليه السلام، المتفائل المبدع ذو القلب الكبير المخلص، العنيد،
    ولن أقول العصبي لأنها صفة قديمه نوعا ما، نعم أنه حسين مكي المتروك، همممم فعَلتها مره أخرى تلك الكلمات، هربت مني في الوقت الذي أكون في أمس الحاجة إليها، يبدو أنها خجلت عند ذكر اسمك، أعتقد لأني عودتها على أن أختصرها بكلمة واحدة في العادة، لكني سأحاول هذه المرة قدر المستطاع.
    .
    لا أحكي هنا عن حسين الكاتب الذي غرس فيّ حُب الكتابة، ولا عن حسين المصمم الفوتوغرافي الذي تعلمت منه الكثير في هذا المجال إلا أني لم أصمد فيه طويلا، ولا عن حسين المبدع في العمل الشبابي التطوعي الذي جعل مني شخصاً آخر، أحكي هُنا عن حسين الصديق، عن حسين الأخ، عن حسين العضيد، عن حسين الحبيب، الذي لطالما كان بجانبي، عند الدمعة والبسمة، عند الصرخة والضحكة، عند نزولي وصعودي، الذي دوماً ما كان يأخذ بيدي للأفضل.
    لن أخوض التفاصيل هُنا لأنها ستأخذ مني الكثير من الوقت وقد أجعلك يا من تقرأ تَصل لحالة الجنون، فـ حسين علمني الجنون بالجنون، وجعل من صمتي قصة، ومن صبري قصة، ومن حُبي قصة ومن هذه وتلك والتي تليها ومن التي إختبأت...و و و،
    وجمعها في حسن عبدالحميد الذي أمامكم، أعلم أن كلماتي لا تفي لشُكرك،
    وأعلم أني كنت مقصر في بعضها، لكني أعلم أنك تقبلها من حسن
    .
    لن أختم كلماتي لأنها لن تُختم إلا في يوم المحشر ونحن نصرخ معاً "لبيك ياحُسين"
    .
    فشُكراً لك أيها الحبيب على ماعشناه، وما نعيشه، وماسنعيشه
     
     

    الثلاثاء، 5 فبراير 2013

    ثلاثة عيون

    يحكي لنا عُلماء النفس عن ثلاث مراحل فنية يحتاجها الإنسان لإدراك أي لوحة فنيّة،
    الأولى تأتي مع أول نظرة وهي إدراك الكل بشكل عام من غير التفاصيل،
     تليها النظرة الثانية مع إقترابك أكثر لللوحة لإدراك التفاصيل المخفية بين سطور تلك اللوحة،
     والثالثه والأخيره هي بعد إبقائك مسافة مناسبة لرؤية اللوحة كاملة وهي إدراك الكُل بالتفاصيل.
    .
    .
    أعجبتني جداً هذه الثلاث مراحل،
     فنحن غالباً ما يكون تقييمنا لأي لوحة فنية تقييم سطحي بالإعجاب أو بعدمه بعد النظرة الأولى،
     وهي باعتقادي النظرة التي تكون فيها المشاعر هي الحاكم الأول،
     تماماً بل طبقاً لنظرتنا الأولى لأي مشكلة قد نواجهها في يوم ما،
     فغالباً ما تتحول المشاعر فيها هي السبيل في اتخاذ القرار.
    .
    .
    أعتقد بأن الصورة أصبحت واضحه أمامكم،
    فأنا لم أذكر لكم الثلاث مراحل إلا لكي يُباغت أذهانكم السؤال الذي يدور في مخيلتكم حالياً،
    "هل من الممكن تطبيق هذه المراحل الثلاث على مشاكلنا؟".
    بالتأكيد يمكن يا أصدقائي، فأي مشكلة بالوجود كُلّه تنطبق عليها الثلاث مراحل السابقة،
    الأولى نظرة المشاعر وهي بالتحديد نظرة القلب لتلك المشكلة وهي إدراك الكُل من دون تفاصيل،
    تليها بعد التريّث قليلا نظرة العقل، وهي الإقتراب من تفاصيل المشكلة وأسبابها لإدراكها،
    حينها يمكننا أن نبتعد قليلاً لإدراك الكل بالتفاصيل، وهو تماماً جمع المشاعر والتعقّل لإتخاذ القرار السليم في حل تلك المُشكلة.
    .
    .
    خُلاصة كلامي .. أنت بحاجة لثلاثة عيون، لم لا وقد يكون ذلك هو الصواب،
    فالترّيث لمعرفة أصل أي مشكلة هو بداية حلها.
    .
    .
    دُمتُم بخير :)