الجمعة، 18 سبتمبر 2015

طعمُ الفلّين




        حلو؟ مُر؟ حامض؟ لا واحدة من تلك، طعمٌ أشبه بطعم العطش، طعمُ الفمِ بدون أكلٍ ولا شرب لمدة 48 ساعة، ذلك بالضبط كان طعم الحياة بدون كتابه!

        الشعور بمذاق السّكوت بعينه، عدم المقدرة على التعبير وإخفاء المشاعر بأنواعها، إذا أردتم أن تعلموا سبب الانقطاع .. للأمانة، غير معلوم بالنسبة لي، فلو كان السبب هو الوقت، سوف أعتبر نفسي مذنباً بلا نقاش، أكان مجرّد خمول؟ لا لا غير مقنع نهائياً، ولو كان السبب هو عدم وجود الإلهام، لكُنت كاذباً لا محالة، فالإلهام أبداً لا يفنى، فمن يُريد الحصول على الإلهام، لأخذه من البحر، وجوه الأشخاص أو كلماتهم، ضحكة طفله، أو دمعة يتيم، لأخذته حتى من النملة، قد لا يكون السبب هو المهم، المهم أني لا أستمر في العدوِ وراء ذلك السبب المجهول.

        أحياناً البحث عن السبب لا يكون إلا مضيعةً للوقت، صحيح أن البحث عن سبب المشكلة وحلها مهم لعدم الوقوع بها مرّة أخرى، لكن أحياناً التجاهل والمضي قدماً هو الحل الأنسب، خصوصاً إذا كان البحث يشبه البحث عن مصدر الظلام، فالظلام لا مصدر له، بل هو ناتجٌ عن انعدام النور!

        نحتاج فقط أن نجد سبباً لنكتب، لا لأن نجد السبب لعدم مقدرتتا على الكتابة، وكوننا نكتب لنحيا، أعتقد بأنه سبب وافي لذلك.


        *شكراً على وجودك في هذة الحياة يا مُلهم.

    ليست هناك تعليقات: