السبت، 12 مارس 2011

تعويذه ,,

آآآه ، عندما تلبس السماء السواد ، ويكون ذلك اللباسُ لباسَ من اشتد به الفقر
، مُتَّسخ ، مرَقَّع ، مُتعفِن ، مُبتل !
.
كنت أقف على مُرتفع يليه منحدر وشاطئ صغير مُطل على البحر ،
تارة أنظر الى البحر كيف يبكي و تارة إلى السماء
كيف بها القمر ينوح و النجوم تندب ,
.
في تلك الأثناء علمت أني قد أضعت " وردتي " ،
لا أعلم كيف و متى و لماذا ! ،
لكنها سقطت من يدي عندما هَبتْ علي ريح قويه ،
جلتني أهوي من ذلك المرتفع إلى الشاطئ الصغير لِتُدمى قدماي و تسلب مني تلك الورده !
أحسست اني تائه ، ضائع ، لا أعلم ما الذي دهاني حينها ،
راودني شعور غريب وكأن شيئاً عظيماً قد سُلب مني ! يا إلهي إنها روحي قد سُلِبت ،!
ما العمل !؟
فقد تعلقَت بتلك الورده !
،
بعد عدة محاولات من النهوض والسقوط مره أخرى ، تَملَّكني اليأس ،
فأصبحت مُمَدد على الأرض ، واضعاً رأسي على جبلٍ صغير من الرمل الناعم ،
بنظرات ضعيفه لَمِحَتْ عيناي قطعه خشبيه ترسو وسط ذلك البحر الهائج ،
فقد بات بكاؤه عالي وأصبح يصيح بأحرف لم أستطع أن أفهم منها شيئاً ،
بعد نظرات يائسه إلى ذلك اللوح الخشبي و محاولات في معرفة ماقصة ذلك اللوح ،
رأيت ما أدهشني ، رأيت تلك الورده !
وكأنها طفله جالسه في زاويه قد أضاعت شيئا ما ،
رأسها مُنحني للأرض و كأنها كانت في غيبوبه ولا تعلم مالذي حصل لها ،
،
كان لدي تعويذه !
تعلمتها مُنذُ أن أصبحت عُضواً في عالم الجنون
بعد أن تليتُ بعضاً من كلماتها واذا بشيء من العدم مد لي يده ،
وقد كانت ذات ملمس ناعم ، دافء ، وحنون
و اذا بها يد الحب ، قد تشكلت لي على هيئه نور غريب كان مبهجا
استطاع أن يساعدني على النهوض ،
بعد أن ابعدت عن جسدي الغبار الملتصق بلباسي ،
بدأت بخلع ثوب الألم والأحزان
لأرمي نفسي مسرعا في ذلك البحر الهائج ،
فصرت اسبح و اسبح اليها بجنون
،
عند اقترابي من ذلك أصبحت أصرخ
"ها أنا ذا يا حبيبتي ها أنا آتٍ إليكِ"
، فعلى وجهها تلك الابتسامه البريئه وقالت
" كنت أعلم أنكَ لن تدعني وحيده "
،
فإعلمي يا وردتي أني مِنكي وإليكي
و قد أصبحتي إليَّ ملكتي ،
،
همسة :
أنتي لي كروحي ، فإعلمي ذلك !,
,

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

تأتي لحظات الألم واليأس كأنها سهم يخترق قلباً رقيقاً لا ذنب له !

فهل لي بوصف حالة تلك الورده حينها ؟!

فقد كانت ذابله .. منكسرةً ساقها .. تلونت بألوان الحزن والألم .. لا تعلم كيف ومتى ولماذا تركت صاحبها .. تهوي بها الأمواج وتتقاذفها من كل جانب !
تصرخ من أعماق قلبها "أين أنت يا منقذي" !

فهنيئاً لتلك الورده وجودك ..

ف"هي لك وأنت لها"