الثلاثاء، 16 يوليو 2013

كُن سعيداً


لا أعلم يا أصدقائي مدى صحّة هذه القصة، لكنها أعجبتني سواء أكانت حقيقية أو مجرّد خيال، "يُحكى أن مجموعة مساجين كانوا رُغم وجودهم خلف القضبان إلا أنهم كانوا يعيشون حالة الفرح الدائم، كانوا يقيمون احتفالا في كل يوم، وكان الجميع من دون استثناء يشارك بذلك الاحتفال، والمناسبة كانت غروب شمس يوم جديد من المدة الواجب عليهم قضاؤها في السجن."


ألا يبدو ذلك غريبا بعض الشيء، فهم وراء القضبان محبوسين ومحرومين من الحرية، لهم ثلاث وجبات بأوقات محددة، و مجبورين على الاستئذان لقضاء حاجتهم، ألا ينقصنا شيء هنا؟ فالأمر يبدوا غريبا بعض الشيء، الآية مقلوبة، كيف يمكنهم إقامة احتفالات يومية توحي لنا أنهم بحالة سعادة دائمة؟ كل هذه التساؤلات بسبب أمر واحد فقط، أن الكثير مِن مَن يمتلكون أضعاف ما يملك هؤلاء المساجين من مقومات السعادة بنظر غالبية الناس، كالحرية والأموال والمناصب والمكانة الاجتماعية العالية، إلا أنهم أتعس من يمشي على الأرض، تُرسم على وجوههم البسمات الكاذبة، وكلما زادت ضحكاتهم العالية زادت حرارة دمعاتهم في دواخلهم، فـ "السعادة لا تهبط عليك من السماء .. بل أنت من يزرعها في الأرض"*


وكما قيل أن " السعادة هي أن تتعود على الرضا بما أنت فيه."* هذا تماماً ما فعله المساجين في أول حديثنا، فهم رضوا بما هم فيه، وكانوا يتعاملون مع مشكلتهم بواقعيه في عالم من الخيال، لا عيش الخيالات بعالم الواقع، نحن كذلك، يمكننا زرع سعادتنا بالقرب منا، فالأراضي الصالحة للزراعة قريبه جداً منا، لكنا نحن من ننشغل بالنظر للبعيد بينما ما نرجوه هو القريب.


"كُن قنوعاً بما عندك، تكن سعيداً به."*


*سيد هادي المدرسي

ليست هناك تعليقات: