الخميس، 14 مارس 2013

على جدار الصداقة .. أحكي

 
في إحدى المعاجم اللغوية في شرح معنى الصداقة وجدت أن للصداقه معاني كثيرة سرق انتباهي معنيين، الأول يقول أن معنى الصداقة هو "محبّة الصِّدق"، وفي معناً آخر كان في أن الصداقة "علاقة الإخلاص بين المتقاربين"، لا أعتقد أن أحداً يستطيع أن يختلف مع هاذين المعنيين، فمن منا لا يُحب الصدق، فالصدق لا يقتصر على مجرد قول أو فعل، الصدق مزيج بين الإثنين على المدى البعيد، الصدق في المشاعر والأحاسيس، الصدق في إخبارك عندما تُخطئ، الصدق في نهيك عن الخطأ، الصدق في وقوفك مع الصديق عند احتياجك، الصدق حتى في عفويتُنا، الصدق أساس صمام أمان أي صداقة.
.
.
أما ما كان في المعنى الثاني فهو أوضح من أن يُشرح، قد تكون كلماتي مُعاده، أو قد سمعتموها أو قرأتوها من قبل في مكان ما،إذاً ما المميز فيما أكتب، ولما أكتب عن الصداقة أصلاً، في حين أن أحد أول وأبسط المقالات التي كتبتها كانت عن الصداقة.
لا أعتقد أن للحديث عن الصداقة نهاية، فلكل فرد منا له الحق في الحديث عن الصداقة وتجربته الخاصه فيها، أحمد ربي ليل نهار فقد رزقني الرب الرحيم بأصدقاء لا مثيل لهم على وجه الأرض -بالنسبة لي طبعاً-، لكني أود الحديث عن أحدهم، ليس قصوراً بالآخرين وجميعهم أصحاب فضل عليي من دون استثناء، من أبعدني الزمان عنه و من أبعد نفسه عن زماني، فمن هُنا أبعث لهم كلمة "شكراً لكم" كأبسط وأقل تعبير يُمكن أن يُقال"، لكني مره أخرى أحببت أن أخص الحديث عن أحدهم، أحدهم الذي وجدت فيه "محبّة الصدق" و "علاقة الإخلاص بين المتقاربين" فهو نسيب الروح، كما قالها أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام :"الصديق نسيب الروح، والأخ نسيب الجسد"،
أحكي عن إنسان ولد في اليوم السادس من الشهر الأول لعام 1986، يحمل اسم إمام الحرية الإمام الحسين عليه السلام، المتفائل المبدع ذو القلب الكبير المخلص، العنيد،
ولن أقول العصبي لأنها صفة قديمه نوعا ما، نعم أنه حسين مكي المتروك، همممم فعَلتها مره أخرى تلك الكلمات، هربت مني في الوقت الذي أكون في أمس الحاجة إليها، يبدو أنها خجلت عند ذكر اسمك، أعتقد لأني عودتها على أن أختصرها بكلمة واحدة في العادة، لكني سأحاول هذه المرة قدر المستطاع.
.
لا أحكي هنا عن حسين الكاتب الذي غرس فيّ حُب الكتابة، ولا عن حسين المصمم الفوتوغرافي الذي تعلمت منه الكثير في هذا المجال إلا أني لم أصمد فيه طويلا، ولا عن حسين المبدع في العمل الشبابي التطوعي الذي جعل مني شخصاً آخر، أحكي هُنا عن حسين الصديق، عن حسين الأخ، عن حسين العضيد، عن حسين الحبيب، الذي لطالما كان بجانبي، عند الدمعة والبسمة، عند الصرخة والضحكة، عند نزولي وصعودي، الذي دوماً ما كان يأخذ بيدي للأفضل.
لن أخوض التفاصيل هُنا لأنها ستأخذ مني الكثير من الوقت وقد أجعلك يا من تقرأ تَصل لحالة الجنون، فـ حسين علمني الجنون بالجنون، وجعل من صمتي قصة، ومن صبري قصة، ومن حُبي قصة ومن هذه وتلك والتي تليها ومن التي إختبأت...و و و،
وجمعها في حسن عبدالحميد الذي أمامكم، أعلم أن كلماتي لا تفي لشُكرك،
وأعلم أني كنت مقصر في بعضها، لكني أعلم أنك تقبلها من حسن
.
لن أختم كلماتي لأنها لن تُختم إلا في يوم المحشر ونحن نصرخ معاً "لبيك ياحُسين"
.
فشُكراً لك أيها الحبيب على ماعشناه، وما نعيشه، وماسنعيشه
 
 

ليست هناك تعليقات: